dimanche, mai 13, 2007

هل أضعنا فرصة الثورة الرقمية ؟


قرأت أخيرا كتابا يتحدث عن الأسباب التي جعلت إستعمار بلدان المغرب العربي سهلتا نوعا ما بالنسبة لفرنسا
هذه الأسباب تتمحور أساسا في ضعف دول المغرب آنذاك من الناحية الإقتصادية و كنتيجة من الناحية العسكرية، و إذا تعمٌقنا لفهم أسباب هذا الضعف لوجدنا أن هذه البلدان لم تعش الثورات الصناعية و الإقتصادية التي حصلت في أوروبا و في اليابان في أواخر القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر

للتلخيص هذه الثورة بدأت بتحسين السيطرة على الإنتاج الفلاحي بإستعمال تقنياة جديدة، ثم بدأ إستعمال الآلات في الصناعت فتغير المنتوج الصناعي من الناحيتين النوعية و الكمية
كنتائج تحسن الإقتصاد، فتغير النمو الديموغرافي و تأقلمت القوات السياسية لتستغل كل هذه المكاسب للسيطرة العسكرية و الإستراتيجية على باقي دول العالم
غاب آنذاك دول المغرب العربي عن كل هذه الثورات التي جعلتها أضعف ففريستا سهلتا لبلدان الإستعمار، أسباب هذا الغياب عديدة منها المشاكل السياسية الداخلية، فغياب نخبتا علمية، فالجهل بما يحدث في منطقة واسعة من العالم...إلخ

فها نحن اليوم قد نعيش ثورتا أخرى و هي الثورة الرقمية، بالنسبة لي هذه الثورة نستطيع مقارنتها بآلة طباعة قوتنبارج
فلأول مرة في تاريخ الإنسانية يستطيع الإنسان جمع و طرح جميع معلوماته في مكان (إفتراضي) واحد، و بإمكان أي شخص من أي مكان كان في العلم التواصل مع أي شخص آخر

فهم البلدان الأكثر تقدما الربح الهائل الذي يُمَكٌنهم إكتساب و إستملاك جلٌ تقنيات و وسائل الثورة الرقمية:
فالولايات المتحدة، اليابان، كورية الجنوبية و روسية يمتلكون أسرع الشبكات في جامعاتها و يستثمرون بصفة مُستمرة في تحسينها يد بيد مع الصناعيين (مشروع إنترنت 2)

كما إستمرٌت الهيمنة في البرنماجيٌات و الحواسيب التي أغلبيتها تصمم في البلدان الصناعية
أمام كل هذه التغيرات السريعة التي نعيشها اليوم، هل سنبقى مُستهلكين و غير مُستقلين أو سنمتلك يوما ما آدات هذه الثورة ؟
هل سنبقى مُستهلكين أو سنُشارك بِفرض هويتنا شخصييتنا و ثقافتنا ؟
هل سنستغل هذه الثورة الٌرائعة لِنستملك أخيرا العلم، التقنية و الثقافة ؟